التضحية !!

سُمع البكاءُ في احدى زوايا البيت المكتظ بافراد العائلة المجتمعة لتوديع الأم
التي قابلت حزن اولادها الصغار بإبتسامه اقرب للحزن منها الى الفرح وتكلمت بحديث هادئ لم يُرى لغرابته وبسالتة مثيل,حيث بدأت الأم قائلة:
صغاري..اعلموا اني لا ارحل عنكم الى حيث راحله وانتم اغلى مانظرت عيناي لكني ذاهبة الى الذي هو خير منكم..
ولايظن احدكم اني ارخصت نفسي !!,فالإنسان يلوذ بنفسه في حالة الخطر لانها الاثمن ولا يمكن العبث بها واهداءها كشي يمكن ان يُتحكم به بالارادة او دونها,إلا الى حيث انا ذاهبة,حيث سيُنال اكثر منها وافضل,
سأهدي نفسي الى الى خالقها وراعيها واخيرا محاسبها قائلا:
اين قضيتي نحبك؟
اسمعوا يااولادي:لاتهن عليكم انفسكم إلا الى الله فهو عز وجل إن كان يريد بكم خيرا فسيلحقكم بي,إن اغلى شي يهديه الانسان في سبيل ربه هي روحه التي بين جنبيه,
ولاياتين عليكم يوم تذمون فيه امكم لانها تركتكم صغارا,فانا ذاهبه الى الذي يرعى الجنين في جوف امه والشيخ الذي لايقوى على الحركه,ويرزق الوحوش في البيداء والسمك في صياخب الماء,لايعدل الحاكم إلا بإذنه ولا
يظلم الطاغوت إلا باذنه,فستقضي الايام وتأتون خلفي شئتم ام ابيتم !!,فسعيد من صبر وشقي من كفر..فسكتت وبكت وهي لا تقوى على قول الوداع...وصغارها صُدموا كأنهم موتى دون موت ,حملت شي ولبست اخر..وذهبت لتقتل اعداء الله في ارضه ...!!







الراوي:انين في زمن الحزن