شاعران كبيران تحدثا عن المعلم.
واحد شاعر القصور والصالونات الأدبية المخملية.
الآخر شاعر معلم صحفي عاش هموم المهنة وصعابها.
الأول هو الشاعر الأمير أحمد شوقي، والثاني الشاعرالمدرس والصحفي ابراهيم طوقان.
يقول أحمد شوقي:
قـمْ للمعلّمِ وَفِّـــهِ التبجيــــــــل >< كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رســولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الـــذي >< يبني وينشئُ أنفـساً وعقـولا
يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَـــه >< بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا
ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم >< واستعذبوا فيها العذاب وبيــــــلا
وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى >< روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيــلا
وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ >< جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُــــولا
وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ >< رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمـــــولا
وقد رد عليه ابراهيم طوقان قائلا:
(شوقي) يقول ،ومـا درى بمصيبتي >< قــم للمعلــم وفــّه التبجيــــــــلا
اقعد, فديتك، هـل يكــون مبجـــــلاً >< مـن كان للنشء الصغــار خليـلا..!
ويكاد (يفلقنـي) الأميـر بقولــــــه: >< كاد المعلــم ان يكـون رســــــولا..!
لو جرّب التعليم (شوقي) سـاعـــة >< لقضـى الحيـاة شقــاوة وخمــــولاً
حسب المعلم غمَّــة وكآبـــــــــــة >< مـرآى (الدفاتر) بكـرة و أصيــــلا
مئة على مئة اذا هـي صلِّحــــت >< وجـد العمـى نحو العــيون سبيــلا
ولو أنَّ في التصليح نفعاً يرتجــــى >< وأبيك، لــم أكُ بالعيـون بخيــــلا
لكنْ أُصلّح غلطـة تحــويــة مثلاً، >< و اتخـذ الكتــاب دليـــــــــــلا
مستشهداً بالغـرّ مـن آيـاتــــه >< او بالحـديث مفصـلاً تفصيـــلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقــــي >< ما لـيس ملتبســاً و لا مبــــذولاً
وأكاد أبعث (سيبويه) فـي البلـــى >< وذويـه من أهل القرون الأولـــــى
فأرى (حماراً) بعـد ذلك كلّــــه >< رفَـعَ المضـاف اليه و المفعــــولا!!
لا تعجبوا انْ صحتُ يوماً صيحـــة >< ووقعـت مـا بين البنـوك قتيــلاً
يــا مـن يريد الانتحار وجدتــه >< انَّ المعلـم لا يعيــش طويــــلاً!
هذان رأيان : الرأي والرأي الآخر. وأنتم ما ر أيكم؟؟
وكل عام وجمع المعلمين باحسن حال