رحل في الأول من أمس الشاعر السوري الكبير علي الجندي بعد تجربة شعرية ثرة ومميزة تركت خصوصيتها على القصيدة العربية والكتابة الجديدة بشكل عام، فمنذ صدور ديوانه الأول مطلع ستينيات القرن الماضي وكان بعنوان (الراية المنكسة)، استطاع المرحوم علي الجندي أن يدخل المشهد الشعري العربي من بابه العريض، خصوصاً إثر المقولات النقدية التي اعتبرت هذا الديوان بمثابة استشراف وقراءة مختلفة للواقع العربي تميز بها الشاعر خلال سلسلة إصداراته الكثيرة التي دفعت به كأحد رواد القصيدة الحديثة، ومن أصحاب الرؤية المغايرة في الاشتغال على اللغة والخيال والموضوع.. فعلي الجندي المولود في سلمية عام 1928 كان شاعر التمرد والانعطافات بحق سواء في حياته المليئة بالشاعرية والاختلاف، أم في قصائده التي ظلت تنزع نحو ضفاف جديدة للحلم الشخصي وأسلوب الكتابة في الوقت نفسه..
تخرج علي الجندي في جامعة دمشق قسم الفلسفة عام 1956، وعمل في حقل الصحافة الثقافية مابين دمشق وبيروت. كما عمل مديراً عاماً للدعاية والأنباء - في دمشق، وفي حقل الترجمة عن الفرنسية ولم يحترفها. من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب 1969. عضو جمعية الشعر. وله العديد من المطبوعات الشعرية منها: (الراية المنكسة1962، في البدء كان الصمت - شعر - بيروت 1964. الحمى الترابية - بيروت 1969. الشمس وأصابع الموتى - شعر - بغداد 1973. النزف تحت الجلد - شعر - اتحاد الكتاب - دمشق 1973. طرفة في مدار السرطان - شعر - اتحاد الكتاب - دمشق 1975. قصائد موقوتة - شعر - بيروت 1980. صار رماداً - شعر - اتحاد الكتاب - دمشق 1987. سنونوة للضياء الأخير - شعر - بيروت 1990.
برحيل الشاعر علي الجندي يترجل اسم كبير من المشهد الشعري العربي وسيبقى لتجربته الغنية دور الرائد والمحرض على كتابة حداثية عربية مختلفة ومواكبة ينشدها الجميع.