وشدد السيد نصرالله في استعراضه السياسي
للمرحلة السابقة اننا أننا معنيون بالتواصل والحوار والتلاقي وبإجراء
مراجعة، وقال: "لا بد بعد السابع من حزيران أيا تكن نتائج الإنتخابات أن
يتلاقى كل اللبنانيين لأنه لا يمكن بناء وطن على قاعدة الخصومة
والإنقطاع". وتابع: "أؤكد لأهلنا الدروز باسم حزب الله وأمل حرصنا على
العيش سوياً في الضاحية والجبل والبقاع الغربي وحاصبيا مرجعيون وكل أرض
الوطن ونحن مستعدون لكل حوار لتنقية الأجواء وإزالة الشكوك والإلتباسات
وأحذر أهلنا وإخواننا الدروز من كل من يريد أن يقدم لكم الشيعة وحزب الله
كعدو كما أحذر الشيعة من كل من يريد أن يقدم الحزب التقدمي الإشتراكي كعدو
والإسرائيليون هم من يريدون إيجاد عداء بين الطوائف والقوى اللبنانية".
واشار الامين العام لحزب الله انه واذا حصل خلاف او اقتتال او التباس او
صراع في مكان ما يعمد الاسرائيليون على تكريس هذا الاعتداء بدل العمل على
انهائه من جذوره.
وتحدث السيد نصرالله عن مسألة التفاهم مع التيار
الوطني الحر حيث اكد انه كنا على حوار في أصعب الظروف التي كان يعيشها
التيار في لبنان حيث كان على صدام مع السلطة اللبنانية ومع القوات
السورية، وان الإتصال الأول الذي كان له أثر عاطفي هو المقابلة التي أجرها
العماد عون مع قناة المنار قبل العودة. وتابع السيد نصرالله وبعد عودة
العماد عون ورغم اختلافنا في الموقع السياسي بقيت علاقة الإحترام المتبادل
وكان لنا تجربة في حارة حريك على مستوى الإنتخابات البلدية وكانت مشجعة.
وعن التحالف الرباعي اعتبر السيد نصرالله انه طبيعي من التحالف مع الحزب
الاشتراكي بسبب العلاقة القديمة التاريخية وتيار المستقبل بعد الاتفاق مع
رفيق الحريري التي كانت تحتاج الى لمسات صغيرة للذهاب الى الانتخابات.
وتحدث السيد نصرالله عن الخلاف الذي حصل على الشريك المسيحي، حيث اشار انه
وقتها لم يكن لدينا مشكلة بان يكون الوطني الحر هو حليفنا المسيحي، ولكن
التحالف الاخر في التحالف الرباعي رفض ان يكون العماد هو حليفنا المسيحي
في التحالف.
وتابع السيد نصرالله الحديث عن التحالف الرباعي
الذي اكد على ضرورة انجاحه وقتها لأن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التحالف
كان منع الفتنة الداخلية بين السنة والشيعة. واشار السيد نصرالله ان الطرف
الاخر لم يكونوا يريدون العماد عون في هذا التحالف لتحويله الى تحالف
خماسي، وقال في هذا الاطار: "وحرصاً على هذا التحالف كان لا بد أن نلتزم
لأننا ألزمنا في بيروت وبعبدا عاليه والبقاع الغربي وفي بقية الدوائر سعوا
لإلزامنا لكننا لم نلتزم وكان معروف أين صوت قاعدتنا الشعبية في الدوائر
الأخرى فهي صوتت مع التيار الوطني الحر والمردة وحلفائنا من القوى
الإسلامية".
وشدد الامين العام لحزب الله على ان الخلاف والصراع
القائم بين بقية مكونات 14 اذار وخصوصاً مسيحيي 14 اذار مع العماد عون هو
سابق على اي تحالف او تواصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله لان هذه
النقطة الوحيدة التي يصوبون عليها لانهم لا يجدون شيئاً يصوبون عليها،
وقال السيد نصرالله: "وبعد الانتخابات بادرنا للتواصل مع الوطني الحر لان
الانتخابات اثبتت ان عون يمثل الاغلبية في الشارع المسيحي".
وعن وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر اكد سماحته ان ذلك تم
بعد حوار طويل ولأشهر وتوج في التوقيع على الوثيقة في لقاء كنيسة مار
مخايل في 6 شباط 2006 وان هذا التفاهم كان علنياً وشفافاً وفوق الطاولة،
وقال: "أن هذا التفاهم هو للتأسيس عليه لتفاهمات وهو ليس موجه ضد أحد،
ومضمون هذا التفاهم اعتمد في خطاب القسم وعلى طاولة الحوار الوطني، ودخلنا
في تجربة هي تجربة التعاون ونتيجة هذه التجربة رأينا أنها عززت الثقة
والإحترام بين الطرفين. وأنا أقدم شهادتي في هذه التجربة لأقول لقواعدنا
التي ستصوت للوائح المعارضة لا تتصرفوا على أساس التحالف الرباعي هذا ليس
تحالفاً ظرفياً وليس عابراً وهذا تحالف سياسي مسؤول صمد في أعتى الظروف
ويمكن أن يبنى عليه لشراكة وطنية حقيقة".
وتحدث سماحته عن
العماد ميشال عون مشيراً الى انه ومن التجربة فان عون قائد لديه رؤية
واضحة ولديه برنامج وانه رجل مستقل ولا تاثير للسفارات على قراراته وانه
احد لا يمكن ان يملي عليه احد شيئاً على حساب قناعاته وهو شفاف لا يظهر
شيئا ويضمر شيئاً اخر، وانه يحب ان يحترم ويحترم الاخرين وقال: "من خلال
تجربتي معه هو مخلص للبنان كوطن ودولة واحدة وفي نفس الوقت هو من اشد
المخلصين للمسيحيين في لبنان ودورهم ومستقبلهم، والأهم في هذا الرجل من
زاوية معايرنا في تقييم الرجال أنه وفي، وقد شهدنا هذا الوفاء في موقفه في
حرب تموز مع العلم أن التفاهم بيننا كان عمره عدة أشهر والدنيا كلها كانت
هاجمة علينا.
واضاف الامين العام لحزب الله قائلاً: "حزب الله
لا يأخذ أحد منه شيئاً بالقوة والتهديد لأننا لا نخاف الموت ولا نخاف
التهديد والتهويل لكن بالوفاء تأخذون كل شيء من عندنا نحن الأوفياء
للأفياء وهذا الوفاء هو اليوم أساس التحالف الإنتخابي القائم، وحملة الطرف
الآخر على العماد عون والتيار الوطني الحر تنطلق من نقطة تحالفه مع حزب
الله ويحاولون تحميله مسؤولية التحالف لكن في الـ2005 هم من كان المتحالف
وهذا يثبت أنهم كذابون".
واشار السيد نصر الله بالقول الى انهم
اي "فريق الموالاة" اتهموا عون بالمثالثة وهي كذب، وبقية المعارضة في
دائرة الاتهام، واضاف قائلاً: "هم صنعوا تهمة المثالثة وتقصير ولاية
الرئيس واتهموه بتفسيرهم للجمهورية الثالثة ومن اغرب ما سمعته من مرشح
بالمتن هو ان الجمهورية الثالثة هي جمهورية حزب الله، ويقولون انه اذا
فازت المعارضة سيحكم حزب الله لا عون، والجميع يعلم انه لا احد يستطيع ان
يحكم لوحده ولانهم لا يستطيعون ان يقولوا ان عون ليس استقلالياً ولا
سيادياً اكثر منهم وما بيقدروا يقولوا عنه فساد ولا نازل على الزعامة
بالباراشوت وما بيقدروا يقولوا عنه تقسيمي ولا فيدرالي ولانه لا شي عندهم
يقولونه يهاجموه بالافتراءات والكذب". وختم السيد نصرالله بالقول ان وجود
هذا القائد والتيار هو ضمانة حقيقة للبنان واحد موحد ولقيام الدولة القوية
العادلة المسؤولة.