قيام إسرائيل خطأ تاريخي يجب أن يصحح
خبير إسرائيلي يتحدث عن نهاية إسرائيل والحلم الذي تحول إلى كابوس
حزب الله أنهى أسطورة الجيش الذي لا يقهر
بعد هزيمة تموز 2006 صار الإسرائيليون يشترون بيوتاً في الخارج وزادت هجرتهم
الميزان الديمغرافي يميل لمصلحة العرب واليهود مهددون بالانقراض
إسرائيل تعطي لطياريها حبوب فياغرا لتخفيف الضغط النفسي
في الذكرى الستين لانشاء الكيان الغاصب : اسرائيل تقترب من النهايه وهاجس الزوال يسيطر على الاسرائيليين
اللواء - المحرر السياسي
يحتفل الكيان الصهيوني بمرور 60 عاما على إنشائه وسط شعور اسرائيلي عام بالمخاطر الداخلية وإشكالية الهوية التي يعيشها عرب إسرائيلالذين يشكلون خُمس السكان في اسرائيل بينما تبرز المخاطر الخارجية أكثر من أي وقت مضى. فقد تعرضت إسرائيل قبل عامين لضربات موجعة في جبهاتها الداخلية مع تساقط صواريخ حزب الله عليها خلال عدوان تموز الاسرائيلي على لبنان عام 2006، وتقول تل أبيب إن الصواريخ إيرانية المصدر، وأن طهران التي تعمل على تطوير برنامج نووي، تشكل الخطر الأكبر عليها.
ومع دخول الكيان العقد السادس من عمره ، يدخل صراعه مع العرب العقد السادس من عمره أيضاً، وخلال تلك الفترة لم تنجح إسرائيل في إنجاز السلام الشامل في حين تستمر حالة عدم الاستقرار بينها وبين الفلسطينيين مع توتر في غزة ، وجمود للعملية السياسية مع السلطة في الضفة الغربية التي تتواصل فيها عمليات الاستيطان.
أما على الجبهة اللبنانيه فان احتمالات المواجهة قائم فيما يبدو خطر وقوع مواجهة جديدة أمراً محتملاً مع التهديدات المتبادلة والتوتر المتصاعد، في حين تظل الجبهة السورية مرشحة ايضا للانفجار بعد ان زادت دمشق موقف أولمرت حرجاً بكشفها عن خطوط تواصل دبلوماسي معه وعن تعهدات قدمها بالانسحاب من الجولان مقابل السلام.
دولة عدوانية متوحشه
ومن الواضح ان 60 عاما من عمر الكيان الصهيوني لا يمكن أن تشكل تاريخا أو تقدم ضمانا بالبقاء والاستمرار أو تفرض مستقبلا آمنا لدولة عدوانية متوحشه معزولة عن محيطها الذي زرعته بالكراهية والتوجس من كل جانب وهي بالتالي لن تستطيع البقاء حتي وإن كانت مدججة بكل صنوف السلاح بما في ذلك النووي تساندها قوة عالمية ضخمة تنفرد بالهيمنة والسطوة وتضمن لها تفوقا في موازين القوي علي كل جيرانها العربوهذه هي الحقيقة البسيطة التي يكشف عنها استمرار وصول صواريخ القسام إلي مدينة سديروت الاسرائيلية القريبة من حدود قطاع غزة رغم استخدام إسرائيل لكل صور العدوان علي الشعب الفلسطيني كي يمتنع شبابه المقاتل عن إطلاق هذه الصواريخ التي ربما تخيب الآن بأكثر مما تصيب لكن خطرها الحقيقي يكمن في أنها لاتزال تصل؟ وباعداد متزايده
للقوة سقف وحدود
ويقول دبلوماسي عربي : لن يكون في وسع الاسرائيليين وهم يحتفلون بمرور؟06؟ عاما علي قيام كيانهم أن يحسوا بالامن والاستقرار لان الحبل السري لكيانهم الذي يضمن لها الأمن والبقاء والاستمرار موجود خارج محيطهم الاقليمي يتمثل في تحالفهم الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ومع ذلك لاتزال اسرائيل تعاني رغم كل عناصر القوة التي تملكها من غياب الأمن وضعف اليقين بمستقبل واضح ولاتزال تعيش معزولة في بحر من الكراهية ولاتزال تقف رغم 60 عاما من العدوان والدماء والقتل والاستخدام المفرط للقوة علي مفترق طرق صعبة عاجزة عن أن تحسم اختيارها الصحيح بعد أن تكشف لها أخيرا ورغم تاريخها المدجج بالعدوان أن للقوة سقفا وحدودا وأن جيشها الذي وصف يوما بانه لا يقهر يمكن أن يقهر وان يلقي الهزيمة وأنها لاتزال عاجزة عن تحقيق نصر حاسم ونهائي ينهي كل الحروب يجلب لها الأمن ويضمن لها الاندماج في محيطها الاقليمي في الوقت الذي توشك فيه منطقة الشرق الأوسط علي الدخول في سباق نووي يهدد تفردها بامتلاك السلاح النووي
زوال اسرائيل
وبرغم هذه الحقائق الواضحة والبسيطة التي يعرفها كل إسرائيلي لايزال ساسة إسرائيل يتصورون أن القوة وحدها يمكن أن تكون سند البقاء والاستمرار ويسعون إلي أن تصبح اسرائيل عضوا في حلف الناتو علي أمل أن يمكنها ذلك من الوصول إلي المرسي الأخير الصحيح الذي يضمن لها الأمن والمستقبل والازدهار لكن الواقع اليوم الذي تعيشه إسرائيل منذ نشأتها وحتي الآن يقول كل يوم انه لا مستقبل لهذه الدولة وان زوالها من الوجود حتمية تاريخية ودينية واخلاقية وانه تصحيح لخطأ تاريخي وعودة طبيعية الى حقائق المنطقه التي ترفض الاجسام الغريبه مهما حاولت ان تتفاعل مع بيئتها والجديده
تل ابيب تصبح انقاضا
وكان الخبير الاستراتيجي والصحفي الاسرائيلي يونتان شيمقد اطلق في ذروة العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 مقولة في صحيفة معاريفبان مدينة تل ابيب تأسست في عام 1909 وفي عام 2009 ستصبح أنقاضاً، مضيفا قوله : قبل مئة عام أقاموا أولى المدن العبرية، وبعد مئة عام من العزلة قضي أمرها، فما الذي يدعو خبيرا وصحفياً اسرائيليا بارزا للحديث عن نهايةإسرائيل في وقت يقف فيه العالم الغربي كله بلا استثناء مع هذه الدولة المصطنعه ويدعمها ماليا وعسكريا؟
المشروع المستحيل
ويقول الدبلوماسي العربي أن موضوع نهاية إسرائيل متجذر في الوجدان الصهيوني. فحتى قبل إنشاء الكيان أدرك عدد من الصهاينة الأوائل أن مشروعهم مستحيل، وأن الحلم الصهيوني سيتحول إلى كابوس. لذلك يعتقد الشاعر الإسرائيلي حاييم جوري أن كل إسرائيلي يولد وفي داخله السكين الذي سيذبحه، فهذا التراب الإسرائيليلا يرتوي، حيث إنه يطالب دائماً بمزيد من المدافن وصناديق دفن الموتى.
ورغم أن موضوع النهايةلا يحب أحد في إسرائيل مناقشته، فإنه يطل برأسه في الأزمات، وعلى سبيل المثال، حين قررت محكمة العدل الدولية عدم شرعية جدار الفصل العنصري، ازداد الحديث عن أن هذه هي بداية النهاية، وبعد هزيمة تموز على ايدي مقاتلي حزب الله المجاهدين ، ازدادت شدة الكابوس أكثر فأكثر. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوتمقالاً بعنوان يشترون شققاً في الخارج تحسباً لليوم الأسود، والمقصود هنا هم الإسرائيليون الذين غادروا حينئذ بالآلاف، أما اليوم الأسودفهو يوم نهاية إسرائيل!
نهاية اسرائيل على الابواب
أما أبراهام بورغ، رئيس الكنيستالإسرائيلي الأسبق، فيقول في مقال له إن نهاية المشروع الصهيوني على عتبات أبوابنا. وهناك امكانية حقيقية لأن يكون جيلنا آخر جيل صهيوني، واصفا اسرائيل بأنها معزل غيتو صهيونييحمل بذور زواله في ذاته، داعيا إلى حل الحركة الصهيونية، مرجعا دعوته إلى كون مؤسس الحركة ثيودور هيرتسل قال إن هذه الحركة كانت صقالة لإقامة البيت ويجب حلها بعد إقامة الدولة. ويعتبر بورغ ان وصف إسرائيل لذاتها بأنها دولة يهودية هو مفتاح زوالها، اذ إن دولة يهودية هي بمثابة مادة متفجرة، ديناميت.
قيام إسرائيل جريمة أخلاقية
ويرى الدبلوماسي العربي ان ثمة تيارا فكريا وأكاديميا في إسرائيل، يتمثل بتيار ما بعد الصهيونية، يعتبر أن الصهيونية ماتت مع قيام مشروعها إسرائيل، وحتى إنه يرى ان قيام إسرائيل جريمة أخلاقية وسياسية وقانونية، كونها قامت على خرائب الشعب الفلسطيني، وهذا التيار يطالب بتصحيح الوضع بقيام دولة المواطنين أو دولة ثنائية القومية. لكن ما هي الأسباب الرئيسية أو المؤشرات التي تشير الى اقتراب نهاية اسرائيل؟ سؤال سنحاول الاجابة عنه بشهادات من كتب وتقارير اسرائيلية.