تنسيق "عراقي - ايراني - سوري" لإضعاف دور تركيا الإقليمي
التاريخ : الجمعة 06-04-2012 04:19 صباحا - عراق القانون
ذكرت بعض الصحف أن أنقرة استاءت جداً من التحول في موقف طهران, لجهة رغبتها في عقد المفاوضات مع القوى الكبرى بشأن ملفها النووي في العراق بدل تركيا ونقلت صحيفة السياسية إن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض سيزور أنقرة لتبيان وجهة النظر العراقية للمسؤولين الاتراك الذين وضعوا الموقف الايراني الجديد, في إطار تفاهم بين طهران وبغداد لإضعاف الدور التركي في المنطقة مقابل تعزيز الدور العراقي.
وقالت مصادر قريبة من رئاسة الحكومة العراقية ان أنقرة اعتبرت نقل المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى إلى بغداد, بمثابة عقوبة لها على خلفية موقفها الداعم للمسلحين السوريين ضد حكومة بشار الاسد .
من جهتها, رجحت اوساط سياسية في البرلمان العراقي ان يكون القرار الإيراني بنقل الاجتماع الدولي الى بغداد , جاء بعد اتصالات ايرانية - سورية مع رئيس الوزراء نوري المالكي, لدعم الدور الاقليمي العراقي ,بالاضافة الى تحجيم الدور التركي في المنطقة.
وفي هذا الاطار قال المحلل السياسي العراقي محمد المهداوي ان هناك صراع نفوذ في منطقة الشرق الاوسط برز بشكل واضح بعد ثورات ما يسمى "بالربيع العربي" بين محور تركي - سعودي - قطري ,ومحور ايراني - سوري - عراقي, مؤكداً أن نقل الاجتماع الدولي بخصوص الملف النووي الايراني الى بغداد يمثل اول تعبير حقيقي عن صراع المحورين.
واضاف المهداوي ان القمة العربية في بغداد كان هدفها تحجيم الدور القطري من الازمة السورية, وما يحدث حالياً بموجب الطلب الايراني لنقل مكان الاجتماع الدولي هو تحجيم للدور التركي في الازمة النووية الايرانية.
وقال الباحث في الشؤون الستراتيجية فاضل عبد الجبار لـ"السياسة" ان المالكي يهدف الى لعب أدوار مهمة في ملفات اقليمية لكي يضعف خصومه السياسيين في الداخل ممن يرتبطون بتلك الدول ,وذلك في ظل تفاقم الخلافات مع الاكراد وائتلاف اياد علاوي,
ورأى عبد الجبار ان العراق بهذه التوجهات باسم الادوار الاقليمية سواء لجهة دعم الاسد أو دعم نظام طهران, سيدخل في مشكلات اقليمية وحسابات معقدة لا تفيد استقرار العراق.
من جهته, أكد النائب حسين الاسدي, عضو التحالف الوطني ان الطلب الايراني بنقل الاجتماع الدولي الى بغداد يعد مؤشراً على ان بلاده بدأت تأخذ دورها الاقليمي بعد نجاح القمة العربية.
وقال الاسدي لـ"السياسة" ان الدور العراقي افضل وأكثر فعالية من الدور التركي بحكم العلاقات الوثيقة التي تربط العراق بالولايات المتحدة وإيران, مضيفاً ان التفاهم السياسي الايراني - العراقي سيكون له الاثر البالغ في نجاح الدور العراقي في ادارة مفاوضات الملف النووي الايراني.
ورجح أن تبادر الحكومة العراقية إلى تقديم خارطة طريق لتسوية الازمة النووية الايرانية مع المجتمع الدولي اذا سارت ترتيبات الاجتماع الدولي بشكل جيد في بغداد