ما يحدث اليوم في الأنظمة العربية هل هو نتاج طبيعي تاريخي أم أن هناك ما يجعلنا نعود إلى نظرية المؤامرة وإن كل مايحدث هو مخطط مسبقا وله كل السناريوهات أم أننا نغفل عن الصيرورة التاريخة للتغير وأن سياق الأحداث سار بشكل طبيعي وأنتج ماأنتج
ولكي نكون موضوعيين و نأخذ الأحداث عبر سياقها التاريخي نبدأ من العهد الناصري حيث أن عبد الناصر كمانعرف هورجل عسكري و ينحدر من هذه المؤسسةالتي لا تؤمن الا بالقوة وهنا نودالإشارة إلى أن عبدالناصر حارب كل الإتجاهات في عهده من اسلاميين وشيوعيين ويساريين الا أنه اختصر الثورة المصرية باسمه وصار له إرث طويل رغم كل الأخطاء وايضا هنا تحضر شخصية اخرى هي الرئيس محمود نجادالذي حارب ايضا الإصلاحيين و العلمانيين والذي تتنطبق عليه الحالة الناصريةبالرغم من اختلاف المنطلاقات و الإديولوجيات ولكنه يحضى بكثير من الإحترام وكلا الشخصيتين إتكئ على شعبية المقاومة وما تحصده من إصتفاف وتأيد كما أنها بقيت عصى غليظة يلوح بها مرات ومرات ودعامة قوية تستند إليها الأنظمة في زمن السقوط و الإنهيار ولكن في المقابل كان هناك نظامين مختلفين تماما
هما نظام مبارك ونظام بن علي حيث أنهما راهنا على الدعم الأمريكي و الدوران في الفلك الإسرائيلي وذهبا إلى حد تغليب المصلحة الأسرائلية على دم الفلسطينيين واللبنانيين وجعل الأمن الإسرائلي من المقدسات بل وكأنه بوليصة التأمين على بقاء كرسي السلطة وأيضا لم تقف الصيرورة العربية على هذا القدر بل أفرزت حالات عديدة منها الحالة الخليجية التي هي ايضا نأت بنفسها عن القضايا العربية الكبرى وإنتهجت ما يسمى الإعتدال وحافظت على مصالحها الإقتصادية وتعاملت مع الإحتلال الإسرائيلي على أنه غير موجود أو ربما غير مرئي إلا أنها أفرزت الحالة القطرية التي لعبت أدوار فضفاضة في كثير من الأحيان أدت سقوط كثير من أورق التوت التي كانت تستر العورات العربية وهنا نعرج على الحالة المغربية التي بقيت غارقة بكثير من المشاكل منها المد الإسلامي الذي بدأ يأرق حتى القارة الأوربية جارتنا وصارت حكومات المغرب تقدم أوراق حسن السلوك و التبرأ من الإسلاميين إلاإنه خرج من رحم الحالة المغاربية نظام غريب تحكمه المزاجية أحيانا و العهر السياسي غالبا وهو النظام الليبي الذي تعامل مع المشاكل العربية بحس الفكاهة البلهاء التي تبعث على الإشمئزاز ولكن الرحم العربية ظلت على الدوام ولادة وقادرة على رفد الأمة بأنظمة تحتاج إلى الكثير من الصبر و العقل لتفنيد مكوناتها وفهم ثوابتها التي لا يمكن أن تبقى إلا عصية على الفهم و الإدراك لأن عقلية الإنسان العربي قاصرة ودائما بحاجة لإنتداب فكري حتى من أبناء جلدتناوأخيرا بقية الحالة التي تحوي الكثير من السريالية وهي الحالة السورية اللبنانية التي تشبه إلى حد كبير مشاكل العلاقة الزوجية التي دائما ما يلجأ فيها إلى أم الزوجة التي بدورها تحاول عرض المشكلة على أكبر عدد ممكن من المتعاطفين و المرائين للزوجة لأنها مفتاح الضعف في باب القلعة العربية المتداعي والمتهالك