قطر دفعت 1.5 مليار استرليني لتملك «هرم محمد الفايد» |
«هارودز» من يد عربية إلى يد عربية |
لندن ـــ القبس
تحولت اهتمامات البريطانيين قليلاً صباح امس، عن العيش في ظل حكومة «غير مشروعة»، الى متابعة اخبار الصفقة التي عقدها رجل الاعمال العربي محمد الفايد مع «قطر القابضة»، التابعة لحكومة قطر، لشراء محلات هارودز في نايتسبريدج بقيمة 1.5 مليار استرليني (2.3 مليار دولار)، على الرغم من ان الفايد كان قد قال مرات ان «هارودز» ليست للبيع وستكون الهرم الذي سيُدفن فيه.
ومع انتقال احد اكثر المخازن عراقة في بريطانيا والعالم، والذي تأسس قبل 170 عاماً، من يد عربية الى يد عربية جديدة، سيفتقد المتسوقون والصحافة والقراء، وحتى القضاء ورجال السياسة، بعض «الاثارة» والفكاهة التي طبعت جانباً من الحياة العامة الانكليزية منذ ان اشترى الفايد المحلات عام 1985.
25 عاماً
وتجنب متحدث باسم «لازارد»، التي قدمت المشورة الى صندوق عائلة الفايد، تأكيد قيمة الصفقة التي أوردتها قناة سكاي نيوز، نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها.
وقال رئيس مجلس ادارة «لازارد» كين كوستا امس «بعد 25 عاما قضاها رئيساً لمجلس ادارة هارودز قرر محمد الفايد التقاعد وقضاء مزيد من الوقت مع أولاده وأحفاده، ووقع اختيار الصندوق على «قطر القابضة»، تحديداً، نظرا لامتلاكها الرؤية والقدرة المالية لدعم النمو الناجح لـ «هارودز» في الاجل الطويل».
وسيبقى الفايد على رأس «الهرم هارودز» لبعض الوقت، لكنه لن يتعاطى في ادارته اليومية، كما قالت هيئة الاذاعة البريطانية. لكن «لازارد» رفضت التعليق على التقرير، واشارت الى ان بياناً سيصدر لاحقاً في شأن انتقال الملكية ما لبث ان تلاه الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر، الذي عقد مؤتمراً صحافياً بعد ظهر امس في قاعة الفراعنة في «هارودز».
المالك الخامس
وكانت بداية الصراعات على ملكية «هارودز»، التي اصبح القطريون خامس اصحابها، حدثت عند اعلان تملك الفايد للمحلات،
في وقت كان يحاول رجل الاعمال المثير للجدل تايني رونالد شراءها، وحدثت معركة قضائية كبرى، شاركت فيها اطراف عربية - عربية وسياسية، استمرت لسنوات انتهت بصلح بين الطرفين.
ولم تنته قصة «هارودز» بسلام، خصوصاً ان المؤسسة الحاكمة في بريطانيا رفضت منح الجنسية لمحمد الفايد، في حين نالها اخوه من دون مشكلة، ما دفع الفايد الى تقديم احتجاج والادعاء على وزارة الداخلية، لكنه لم ينجح في مساعيه، وما لبث ان كشف ان عدداً من النواب وحتى الوزراء المحافظين، كانوا يتقاضون منه رواتب ومكافآت مالية شخصية للدفاع عنه في وجه هجمات سياسيين آخرين ورجال اعمال.
وقال في احدى المرات، وحتى امام المحكمة «ان نواب بريطانيا للبيع».
واضطر الوزيران البريطانيان نيل هاميلتون وتيم سميث للاستقالة بعدما اثبت الفايد امام المحكمة انه كان يدفع لهما نقداً، كما اضطر وزير محافظ ثالث للاستقالة (جوناثان ايتكينز) بعدما كشف الفايد انه كان يقيم مجاناً في فندق ريتز الباريسي على حساب العرب.
زوج الملكة أيضاً
كما شن الفايد معركة كبيرة على العائلة المالكة والامير فيليب زوج الملكة تحديداً «لدور له في التآمر لقتل دودي الفايد وعشيقته ديانا الزوجة السابقة لولي العهد البريطاني»، كما قال. وانتهت المشكلة بعد 10 سنوات بخسارة الفايد الادعاءات «لأنه لم يستطع اثبات قرائن تدل على ذلك».
واقام الفايد مزاراً لابنه دودي وديانا في «هارودز» ولم يُعرف ما اذا كان المالك الجديد سيبقيه الى الابد أم لا.