[center]في مدرسة كربلاء؛ نجد أروع الأمثال في التضحية والبطولة والفداء، هذه الأمثال كتبها خيرة الأصحاب بدمائهم، وأمضوا وثيقة النصرة والشهادة بأرواحهم، وسلموا أرواحهم للحسين (عليه السلام) بمختلف أعمارهم وفئاتهم، فمن الطفل الصغير والشاب والشيخ الكبير، العربي والزنجي وغيرهم، والأبيض والأسود ولا اختلاف بينهم، جميعهم تجمعوا بقلوب واحدة وروح واحدة ونفس واحدة للدفاع عن الحسين (عليه السلام)، فعشق الحسين ملك أرواحهم وأستولى على قلوبهم ونفوسهم، في بيعة وفاء وبيعة فداء كتبها خيرة الأنصار.
ولا ننسى دور الأم في نصرة القضية الحسينية والتضحية بأغلى ما تملك من أبناء من أجل دين الرحمن، فهي المربية الأولى للأجيال، ورضاها رضا الرحمن وتحت أقدامها الجنان، وفي البحار نقرأ أروع الأمثال في خروج شاب قتل أبوه في المعركة، وكانت أمه معه، فقالت له: يا بني، قاتل بين يدي ابن رسول الله، فخرج، فقال الحسين (ع): "هذا شاب قتل أبوه، ولعل أمه تكره خروجه".
فقال الشاب: أمي أمرتني بذلك، فبرز وهو يقول:
أميري حسين ونعم الأمير ـ سرور فؤادي البشير النذير
علي وفاطمة والداه ـ فهل تعلمون له من نظير؟
له طلعة مثل شمس الضحى ـ له غره مثل بدر منير
وقاتل حتى قُتل، وحز رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين (عليه السلام)، فحملت أمه رأسه وقالت:
أحسنت يا بني، يا سور قلبي ويا قرة عيني، ثم رمت برأس ابنها رجلاً فقتلته، وأخذت عمود خيمة وحملت عليهم وهي تقول:
أنا عجوز سيدي ضعيفة ـ خاوية بالية نحيفة
أضربكم بضربة عنيفة ـ دون بني فاطمة الشريفة
وضربت رجلين فقتلتهما، فأمر الحسين (عليه السلام) بصرفها ودعى لها.
هذا كمثال بسيط لدور الأم البارز في الثورة الحسينية، والأمثلة متعددة و كثيرة.