كشف تقرير صحيفة الغارديان عن تورّط علماء آثار بريطانيين بعملية سرقة قطع آثار عراقية. وقالت الصحيفة إن كنوزاً أثرية حفر عنها بعد حرب الخليج 1991، طبقاً لتقرير سرّي عن "التاريخ المختلف عليه" عن "الطاسات الآرامية الثمينة"
التي استعارتها جامعة بارزة في المملكة المتحدة، كشف محاولة مفضوحة لتغطية صلات أكاديمية بريطانية بتجارة محرّمة لها علاقة بسرقة كنوز آثارية عراقية.
ونقلت صحيفة النور البغدادية عن الغارديان قولها: إن نتائج دراسة –جرى التكتّم عليها بموجب اتفاقية مثيرة للجدل صدرت سنة 2007- قد حلـّت مؤخراً لغزاً محيّراً طال أمده بالنسبة لعلماء الآثار المنصفين. وكانت الكلية الجامعة في لندن سنة 2005، قد أكدت وجهة نظر الخبراء التي تقول إن "طاسات سُرقت من موقع آثاري في مدينة بابل العراقية، ويجب أن تُعاد الى العراق أو تسلم الى الشرطة". وتقول الصحيفة إن هذا التقرير أكمل سنة 2006، لكنه قـُمع ومنع من النشر، بموجب "تسوية سرية" مع المالك المشهور للطاسات النرويجي الجنسية (مارتين شين).
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن نسخة للقطع الآثارية، وضعت مؤخراً في مكتبة مجلس اللوردات البريطاني، كشفت أن متخصصين في علم الآثار، مقتنعون أن عمر الطاسات الآرامية يعود الى القرون (من الخامس الى الثامن)، وأنها لابد أن تكون قد جُلبت من العراق بطرق غير مشروعة. ويعتقد المتخصصون الآثاريون أن هذه القطع الآثارية التي تعتبر من كنوز العراق في منطقة بابل، ربما تكون سُرقت بعد حرب الخليج سنة 1991، وأنها غير موجودة في الأردن، كما هو يزعم المليونير (شين). وحسب تقرير الكلية الجامعة البريطانية فإن تلك "الطاسات خاضعة لنظام عقوبات الأمم المتحدة الصادر سنة 2003، باعتبارها مواد ثقافية، أزيلت بطريقة غير مشروعة من العراق بعد 6 آب 1990، وأن الكلية الجامعة تشعر أن واجبها تسليمها الى الشرطة".
وحسب الصحيفة البريطانية فإن فريق الباحثين والعلماء الذي عملوا إنجاز هذا التقرير استنتجوا أن كلا الطرفين الجامعة والمليونير النرويجي مذنبان، لأنهما لم يكشفا أية معلومات مهمة عن مصدر هذه الطاسات الـ654 على الرغم من أحداً لم يثبت حتى الآن أن المليونير (شين) كان على علم بأن هذه القطع الآثارية ربما تكون مسروقة أو منهوبة عندما اشتراها.
وأكدت الغارديان أن الفريق العلمي كان قد أوصى بإعادة المسروقات فوراً الى العراق، وطالب بأن تعلن نتائج التقرير. وفي سنة 2007 طـُلب من علماء الآثار والباحثين الثلاثة التزام الصمت بشأن استنتاجاتهم، ودفعت الجامعة مبلغاً تعويضياً غير معلن لـ(شين).
وطالب لورد رينفيو كيمسثورن الآثاري البريطاني والأستاذ في جامعة كامبردج، وأحد مؤلفي التقرير، الحكومة العراقية بالعمل على استعادة هذه "الطاسات" التي تعد من كنوز الآثار العرقية القديمة. لكن البروفيسور بيتر ستون الخبير في جامعة نيوكاسل والمتخصص بالعصور العراقية القديمة المنهوبة يؤكد أن الطاسات فقدت حوالي 70 بالمائة من قيمتها التاريخية بعدما أزيلت من سياقها الجغرافي المكاني. وقال إنها كنوز رائعة لتاريخ الفن في العالم، ودعا الى استخدام كل السبل لوقف عملية نهب ثروات العراق