لم يخف المواطن المصري حنفي الأبهة وحرمه السيدة تفيدة برعي اعجابهما بانتخابات المجلس الأعلى الأولية , ولذا قررا المشاركة فيها، ولكن واجهتهما مشكلتان فهما مصريان من ناحية ولا يقيمان في العراق من ناحية أخرى.
ولذا فقد قرر المجلس الأعلى أن يسهل مهمتهما فسمح لهما بالمشاركة عن طريق الانترنت، وفعلاً فقد اتبعوا الرابط الموجود في المواقع المختلفة وسجلوا بياناتهم الشخصية ورقم بطاقتهم التموينية (اخترعا رقما) وقررا أن يصوتا في الناصرية لإعجابهما الشديد بالرفيق عادل عبد المهدي الملقب بعادل زوية. ولكن وفي اللحظة الأخيرة غيرا رأيهما , إذ جذبهما الغموض الذي يلف
المرشح رقم (صفر) واسمه (ي) فقررا التصويت له.
الحقيقة أن كاتب السطور تمكن فعلاً من التصويت تحت هذين الاسمين المستعارين في انتخابات المجلس الأعلى الأولية. وهو ما يكشف عدم جدية المجلس في هذه الانتخابات , وأن أسماء الفائزين معدة سلفاً وهو ما يفسر كثرة الأخطاء في القوائم الخاصة بالتصويت على الانترنت , فهناك تكرار للأسماء ومرشح رقمه (صفر) واسمه (ي) كما أسلفنا. ويمكن لأي كان أن يصوت.
فهل حقاً ينوي المجلس احتساب أصوات حنفي وتفيدة أم أنهم سيكررون نفس المهزلة التي بدأها التيار الصدري في انتخاباته التمهيدية؟ هذا هو الأرجح.
إن مقارنة بسيطة مع ما يجري في دولة مثل بريطانيا وأمريكا وما جرى في العراق من انتخابات تمهيدية تبين لنا عبثية المسألة. في أمريكا يتنافس مرشحو الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس فيما بينهم للفوز بترشيح أعضاء الحزب وبعدها يتأهل الفائز الى الانتخابات الرئاسية الرسمية.
وفي بريطانيا فإن المؤتمر السنوي لكل حزب ينتخب قيادات الحزب، ولكن مرشحي الحزب لمجلس النواب يرشحهم الحزب بناء على الكفاءة والتاريخ في كل منطقة ولا يتم اللجوء إلى الانتخابات أصلاً. ولذا فإن ما أقدم عليه الصدريون ومن بعدهم المجلسيون كان عملاً بلا معنى , فالمفروض بأي حركة سياسية أن تمتلك القدرة على تقييم الأشخاص وترشح الأكفأ ليمثلها في الانتخابات العامة. و تفسير ما حصل لايتخطى احد الامرين , إما أنهم أفلسوا ولم يجدوا في قواعدهم من يصلح فلجأوا إلى ما لجأوا إليه أو أنهم وهو الأرجح قاموا بالعملية من أجل الكسب الإعلامي ليس إلا , والأسماء الفائزة معدة سلفاً ولن يغير صوت حنفي أو تفيدة من الأمر شيئاً.
نوري خلف
]