لم تمر حادثة تفجير السيارة المفخخة في بلدة البطحاء 40 كلم غرب مدينة الناصرية والتي راح ضحيتها 100 مواطن مرورا عابرا بل تركت وراءها قصة حزينة خلفتها الشظايا المتطايرة التي مزقت جسد نجاة صبار صالح 44 عاما التي لفظت أنفاسها هي وأطفالها الثلاثة الذين أنجبتهم بعد 21 عاما على زواجها. وقال احد المقربين أن الشهيدة نجاة أنجبت طفلا بعد زواجها بعشرين عاما الا ان المنية سارعت بموته بسبب التهاب الكبد الفايروسي (مرض ابو صفار) كما يطلق عليه شعبياً، وتعاطف اهالي البطحاء معها واخذوا يدعون لها بالانجاب، حتى استجاب الله لدعائهم اذ تمكنت نجاة من انجاب 5 اطفال خلال 6 سنوات. نجاة المرأة الذي لفظت أنفاسها لم تعلم او تدري ان الشظايا بانتظارها فراحت صبيحة يوم الاربعاء 10 من حزيران الحالي تتبضع هي وثلاثة من أطفالها، الثلاثة في اعمار متقاربة احدهم في الاول الابتدائي والاخران اعمارهما تتراوح بين 4-5 سنوات وبينما يحثون امهم على شراء فاكهة الكوجة والعنب حتى سمع دوي انفجار قوي وغطت سماء البطحاء غيمة من الشظايا المتطايرة من سيارة مفخخة كانت مركونة بالقرب من احدى بائعات الخضار. وفي خضم هذا الانفجار ساد الهرج والمرج وراح الاهالي يبحثون عن اقاربهم حتى وجدوا نجاة مسجية على الارض مخضبة بالدماء. نقلها المسعفون الى مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية لتلقي العلاج، وعندما كانت ممدة على سرير الطوارئ، واذا بحركة صاخبة تدب داخل الجناح تشير الى ان هناك ثلاثة اطفال توفوا على الفور.. وحين سمعت نجاة هذا الخبر حاولت النهوض من سريرها وهي تصارع آلام جسدها الممزق بالجروح تريد معرفة مصير أولادها الذين أنجبتهم بعد معاناة طويلة وقبل أن تعرف يقيناً مصير أبنائها، أو ربما أحست نجاة بان من اختطفهم الموت هم أولادها فارقت الحياة وهي حزينة لا تستطيع البكاء من شدة الألم. وبذلك تكون مفخخة البطحاء قد أسدلت الستار على حياة هذه العائلة وقصة نجاة ومعاناتها المريرة ومراجعاتها الكثيرة بين الاطباء من اجل الحصول على طفل.. فقد قتلت نجاة غدراً ومعها ثلاثة من أطفالها.
: الناصرية/ فوزي التميمي