اخترق لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المطول ليل امس مع النائب وليد جنبلاط حالة المراوحة السياسية التي تشهدها الساحة المحلية منذ انتهاء الانتخابات النيابية ، خصوصا وان الجانبين لم يلتقيا منذ مدة طويلة جدا خلال المرحلة الماضية ، فيما كان اسس الخطاب التهدوي للنائب جنبلاط ومواقفه الاخيرة لاجواء ايجابية كانت محط اهتمام ومتابعة، وعجلت بعقد اللقاء خصوصا بعد الخطاب الاخير لرئيس الوزراء العدو بنيامين نتنياهو والتحديات الجديدة التي فرضها امام العرب واللبنانيين، ما مهد لفتح الابواب امام مرحلة مقبلة اكثر تفاؤلا وايجابية
الى ذلك استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مساء أمس الخميس رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب الأستاذ وليد جنبلاط حيث أجريا معا مراجعة معمّقة للمرحلة السابقة في محطاتها المختلفة، وناقشا آفاق المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة، وأكدا على ضرورة العمل سويا من أجل الإنتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم إلى حالة التعاون بين الجميع بما يمكّن لبنان وشعبه في مواجهة الإستحقاقات الكبرى القادمة .
وفي بيان صادر عن حزب الله نوّه الطرفان بجهود معالي الوزير طلال إرسلان أثناء أحداث أيار وما بعدها، وأكدا على مواصلة العمل في سبيل المصالحة الشاملة، كما اتفقا على استمرار التواصل والتشاور خلال المرحلة المقبلة.
من جهتها ، نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصدر مطّلع على العلاقة بين "حزب الله" والحزب "الاشتراكي" أن تصريحات رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط تعقيباً على ما نشر في مجلة "دير شبيغل" الألمانية، ومواقفه من سوريا وإيران ساهمت بتقريب موعد الحوار المباشر بينه وبين نصر الله.
ويؤكد المصدر المطّلع أن الانتخابات النيابية كانت العقبة الوحيدة التي حالت دون التلاقي بين حارة حريك والمختارة سابقاً، لكي لا تأخذ أي خطوة مماثلة أبعاداً سياسية في غير محلها. وإضافة إلى ذلك، أتى تعليق جنبلاط على الكلام الإسرائيلي بشأن الانتخابات النيابية ليزيد من إيجابية الأجواء المسيطرة على طريق الشوف - الضاحية.
وفي اولى ردود الفعل المعلقة على اللقاء ، رأى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي حسن خليل أن أي لقاء يحصل بين القيادات السياسية في لبنان في هذه المرحلة أمر ايجابي يساعد على تكريس الوفاق ويساهم في فتح مرحلة جديدة، معتبراأن لقاء أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أمر طبيعي في سياق هذا الخطاب الذي تكرس في المرحلة الماضية، مشيرا الى أنه سيكون له انعكاس ايجابي في المرحلة المقبلة على علاقات المعارضة مع الموالاة ويفتح أبواب تعاون ستكون لمصلحة لبنان واللبنانيين.
خليل وفي حديث لتلفزيون "المنار"، رأى ان اللقاء لا يبدل في مواقع أي من الطرفين ولكنه يخلق استقرارا في الوضع السياسي في البلد خاصة في المرحلة المفصلية التي تمر بها المنطقة والخطاب المتطرف الذي بات واضحا.