اتهمت أوساط سياسية في دولة جزر القمر رئيس الجمهورية أحمد عبد الله سامبي باعتناق المذهب الشيعي سرا والسعي لنشره في الدولة العربية السنية، مستعينا بمبدأ يسمى بـ "التقية" ؟؟
ويؤكد أحد القمريين, ممن أقاموا في دولة الإمارات العربية لفترة من الزمن, أن الرئيس أقام لفترة في دبي وكان يؤدي الصلوات في المسجد الشيعي( الحسينية) المواجه للمستشفي الإيراني بمنطقة الجميرا.
ويرى مراقبون أن الأسباب التي تدعو معارضي سامبي لاتهامه بالتعاطف مع إيران, وربما التشيع, كثيرة.. أولها طريقة لباسه قريبة الشبه برجال الدين الإيرانيين, ثانيا اهتمامه الشخصي بالعلاقات مع إيران حتي إنه عين قريبا له سفيرا لبلاده في طهران. وأخيرا إشرافه بشكل شخصي علي الأنشطة الإيرانية في بلاده حتي إن المركز الطبي الإيراني بدأ نشاطه دون اللجوء لوزارة الصحة للحصول علي ترخيص أو موافقة.
ولكن الرئيس القمري والذي يعد أول رئيس لهذا الأرخبيل يتحدث العربية، يرفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلا ويؤكد دائما, وفي مناسبات عدة, أنه من أتباع المذهب الشافعي مثل غالبية القمريين, وإن كان محبا لآل البيت.
إيران في جزر القمر
يقول المراقبون، إن وجود الإيرانيين, وقيامهم بأنشطة مختلفة داخل الدولة لم يكن مألوفا قبل فوز سامبي بالانتخابات الرئاسية عام 2006, وقدوم وفد إيراني كبير ورفيع المستوي مكون من53 شخصا بينهم ثلاثة وزراء وعدد من رجال الدين لتهنئته.
وربط سياسيون بارزون في جزر القمر الوجود الإيراني بتعاطف الرئيس سامبي مع إيران التي تلقي فيها علوما دينية في فترة شبابه, والأنباء التي تؤكد اعتناقه سرا للمذهب الشيعي.
وينحصر الوجود الإيراني في جزر القمر حاليا في أربعة مجالات أخطرها مؤسسة الرئاسة, حيث تتولي عناصر إيرانية مسئولية الإشراف علي تأمين الرئيس أحمد عبد الله سامبي, كما أن هذه العناصر مسئولة عن تأمين الرئيس داخل الدولة وفي الرحلات الخارجية التي يقوم بها أيضا.
إضافة إلي ذلك أقامت إيران مركزا طبيا تابعا للهلال الأحمر الإيراني ومكانه في العاصمة بجوار السفارة الليبية وأمام فندق لو موروني, ومركزا ثقافيا بوسط المدينة, ومركزا آخر للمساعدات الإنسانية واسمه رسميا لجنة إمداد الإمام الخميني في جزر القمر المتحدة ومقره علي الطريق الرئيسي المؤدي لمطار العاصمة.
ويدور النشاط الرئيسي للمركز الطبي يدور بالطبع حول تقديم أشكال الرعاية الصحية لأفراد الشعب القمري مجانا, أما لجنة إمداد الإمام الخميني فتقوم بأنشطة إنسانية مختلفة أهمها تنظيم دورات تدريبية مدتها3 شهور لتعليم الشباب القمري الحرف المختلفة( نجارة كهرباء, خياطة) وكيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر. وقد قامت اللجنة منذ إنشائها حتي الآن بتنظيم أربع دورات شارك فيها800 من القمريين, بمعدل200 مشارك في كل دورة.
أما النشاط الآخر فهو رعاية الأسر الفقيرة وتقديم الدعم المادي والعيني لهم ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات التي تقدم كل شهرين500 أسرة قمرية.
ونقلت جريدة "الأهرام" المصرية عن هذا الموقع: " يعتبر سامبي أحد أبرز رجال الدين الأجانب من القارة الإفريقية ممن تتلمذوا علي يد المرجع الديني سماحة آية الله العظمي السيد محمد تقي المدرسي( دام ظله) طوال سنوات في حوزة الإمام القائم ( عج)، وذلك بعد أن استبصر علي يد سماحته وانتقل من المذهب السني إلي مذهب أهل البيت عليهم السلام وتحول بذلك إلي مبلغ كبير للتشيع في جزر القمر.
لسامبي في سطورولد سامبي في موتسامودو، عاصمة جزيرة انجوان عام 1958 ، وكان والده داعية ومدرس قرآن. وأتم دراسته الثانوية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في السعودية بين 1977 و1980 ، ثم درس لمدة سنة في السودان، قبل أن يلتحق لمدة أربع سنوات بمدرسة فقهية في إيران.
ولدى عودة سامبي الى جزر القمر، في عام 1986 عمل مرشدا دينيا، وهو من مؤسسي "حزب الجبهة الوطنية للعدالة" الذي أيد ترشيحه من دون أن يشغل فيه أي منصب.