عسل الثوره من طيز حمد
نائمون في فم الموت وأسرى كابوس أقوى من اليقظة.. الحرية نبتة مسممة بالنوايا، والمصالح الدولية تؤخر مائدة المصالحة الوطنية.. طائفيتنا سياسية لا دينية.. المعارضة سلطة مؤجلة لم تعطَ بعد فسحة لارتكاب الفساد الشرعي. السلطة معارضة سابقة تستحم من الوحل بالمازوت، وكذا «سَلَطَة الشيف» الأمريكي التي تهواها أمعاء الديمقراطية الملتفة على نفسها كحبل من مَسَد.. من لا يمزق لحم إخوته سيغدو يوسفاً والحصار جُبَّه ولكن إلى حين يصحو الأخوة من الكذبة.. إنها حكمة الذئاب ضمن معادلة الجوع الأزلي «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم».. ولعنة الشام تهيج جنون الدول البعيدة قبل القريبة بأشداقها المفتوحة على طاولة «الأمم غير المتحدة» حيث فلسفة العض وسياسة الشد تنظم صراعها السوري، بينما دمشق مافتئت تشد وترخي شعرة معاوية منذ أربعة عشر قرناً، ومازالت أقدم حاضرة في التاريخ بسبب فلسفة الشعرة هذه..
لا برنامج لمجموعات المعارضة غير الحقد على النظام، وإذا غاب النظام فليس أمامهم سوى تقاسم الحقد والفوضى، كما إخوتهم في ليبيا، حيث ثورجيوها مازالوا يفتشون عن شرفهم المضيَّع في مؤخرة السفير القتيل ليؤكدوا أن أسوأ ما حصل للإسلام كان على أيدي مدّعيه.. فقد استمر الإسلام السياسي باغتيال الإسلام الروحي منذ عمر وعثمان وعلي وصولاً إلى الشيخ أحمد حسون.. وكانت السياسة سبباً في تعدد الأقنعة الإسلامية التي صممها فقهاء الظلام، حتى غدا الإسلام هو المشكلة وليس الحل! وإذا أردتم عكس الأمور فاعتصموا بحبل الإيمان جميعا دون أن تهتموا لشأن الشركة المصنّعة لدينكم، سواء كانت سنية أو شيعية، مسيحية أم إسلامية، ولا أقول اليهودية لأن حامليها لم يتخلوا عن بدويتهم الدينية بعد، مثلهم كمثل الوهابية السعودية، حيث كلتاهما تشعلان المنطقة وتدفعان الناس إلى الخلف بدلاً من التقدم إلى الأمام..
لمن يسأل: أعمل وأنسق على الأرض مع الأقليات داخل الطائفة الواحدة: بين الفلسطينيين والتركمان والسنة والشيعة والمسيحيين، إذ أن صقور كل طائفة أو قومية بين الفريقين المتنازعين هم من يتمتعون بالمال والنفوذ.. وعندما يتصارع الصقور فإن الخاسر أبداً هم الحمائم ولا أقول الصغار لان الصغير إنما يكون بعقله وقلبه، فادعوا لنا بالوفاق..
تنويه: كما تصاد السمكة بالدودة هكذا أصطاد قارئي بالعنوان، ولن أعتذر عن البذاءة اقتداء بعنوان قصيدة محمود درويش: لاتعتذر عما فعلت..
نبيل صالح