قرات هذا المقال في جريدة الزمان الصادرة هذا اليوم مترجما مع بعض الاضافات التي لم اشاهدها في النص ادناه . المقال يبين دور بندر بن سلطان * وقطر فيما تم التخطيط لسوريا معى تاييد من جون هانا مدير مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي الاسبق ، اما كاتب المقال فهو ضابط مخابرات سابق وخبير في الحركات الاسلامية
مقالات مختارة "اللعبة الكبرى" في سوريا: اليستر كروك قال مسؤول سعودي رفيع المستوى لجون هانا، نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، إنه منذ بداية الاضطرابات السورية في شهر مارس، يعتقد الملك السعودي أن تغيير النظام في سورية سيكون مفيدا للمصالح السعودية: وقال "يدرك الملك إنه عدا عن انهيار الجمهورية الإسلامية نفسها، لا شيء من شأنه أن يضعف إيران أكثر من خسارة سوريا".

صيغة اللعب اليوم قد تغيرت، الولايات المتحدة وخلال تحريضها على الثورات في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق أفسحت الطريق أمام القتل الدموي، ولكن الآن هناك تعددية في الطبقات، ولكن الطبيعة الأساسية لم تتغير.

المتطلبات التقنية الضخمة لمساندة اللعبة المعقدة في سورية هي في الواقع مذهلة: ولكن التركيز على التقنية وتنسيق المصالح المختلفة، قد يحصر المشهد عموما.

يرى الأوروبيون والأميركيون وبعض دول الخليج أن لعبة سوريا نسخة منطقية "للعبة" الناجحة التي يفترض أنها حصلت في ليبيا في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، ولكن الأدوات التي يتم استخدامها قابلة للاشتعال ويمكن أن تطاردهم، كما حصل في أعقاب "انتصار" الـ 1980 في أفغانستان.
ولن تكون المرة الأولى التي يسعى فيها الغرب إلى استخدام الآخرين لتحقيق غاياته.
في أي حال، على الرغم من الاستثمارات الضخمة، فإن التكتيكات في سوريا قد فشلت، والإستراتيجية الغربية في المنطقة، لا تزال ثابتة ومتأصلة وتعادل في نهاية المطاف الصفحات الهشة المرتبطة بالملك الذي يبلغ من العمر 88 عاما.
ما هي التركيبةالجديدة للعبة؟ في الماضي، كان يجري التخطيط لجميع الثورات الملونة في مكتب الاستشارات السياسي في الشارع "k" في واشنطن، ولكن في شكلها الجديد، يتولى "الفنيون" محاولة إعادة تشكيل المنطقة (2)، هم من حكومة الولايات المتحدة: و وفقا لتقارير رسمية رفيعة المستوى في المنطقة، السفير السابق في لبنان جيفري فيلتمان، ومساعد وزيرة الخارجية في الوقت الحاضر، هو المنسق العام للمنطقة (3)، جنبا إلى جنب مع اثنين من سفراء الولايات المتحدة السابقين، رون شلايكر وديفيد هيل، الذي يشغل أيضا منصب المبعوث الأميركي الجديد للسلام في الشرق الأوسط.

وبدلا من تمركز العمليات عند بعض "أصدقاء سورية" الزائفين في واشنطن، هناك مركز للعمليات موجود في الدوحة، ويتم تمويله، وفقا لعدد من المصادر، من ممول قطري كبير.

إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد جاءت بعد فشل إسرائيل في العام 2006 في القضاء على حزب الله، وبعد أن برز الحلف الإيراني السوري في دعم المقاومة اللبنانية (حزب الله)، وتبين أن سوريا هي العمود الفقري لهذا الترابط.
وكان الأمير السعودي بندر بن سلطان هو من زرع البذرة الأولى لهذه الفكرة: فهو ألمح للمسؤولين الأميركيين بأن هناك شيئا في الواقع يمكن القيام به لفك هذا الرابط، عبر استخدام الإخوان المسلمين في سورية داعيا إلى ترك المهمة على عاتقه.

وأشار جون هانا في الفورين بوليسي: إلى أن "بندر يعمل دون الرجوع لمصالح الولايات المتحدة وهذا سبب مقلق، ولكن بندر يعمل كشريك ضد العدو الإيراني المشترك وهو رصيد استراتيجي مهم".

التخطيط الافتراضي فجأة تحول إلى واقع ملموس في وقت سابق من هذا العام، فبعد سقوط حكومة سعد الحريري في لبنان، وإسقاط الرئيس حسني مبارك في مصر: فجأة، إسرائيل بدت ضعيفة، وسورية بدأت تواجه المتاعب.

في موازاة ذلك، صعدت قطر إلى الواجهة، في ظل وجود عزمي بشارة العضو السابق في البرلمان الإسرائيلي، في الدوحة، وهو خطط لهندسة التليفزيون -كما أفادت مختلف الصحف العربية- فقناة الجزيرة، لم تعد وسيلة لنقل مجريات الثورة إنما، لنشرها في المنطقة أو على الأقل هذا ما يعتقد في الدوحة في أعقاب انتفاضات تونس ومصر.

كان هذا بمثابة ثورة على النموذج القديم: التلفزيون المتغطرس، بدلا من مجرد وسيلة إعلام.. لكن قطر لم تحاول فقط إظهار معاناة الناس بل دعت إلى التدخل الدولي من خلال تكرار فكرة أن "الإصلاحات التي تجريها الأنظمة ليست كافية"، داعية إلى حتمية سقوط الرئيس الأسد، و هي المتورطة بشكل مباشر في التمويل.

في مرحلة معينة قامت قطر باستمالة الرئيس نيكولا ساركوزي عبر أميرها الذي تربطه بالرئيس الفرنسي علاقة وثيقة، و بواسطة الضغوط التي يمارسها جيفري فيلتمان. فأنشئ "فريق قصر الاليزيه" الذي يضم دافيد لاوي، نيكولاس غاليه وساركوزي، كما دعمت اللجنة بمشاركة برنار هنري ليفي، الذي روج للمجلس الانتقالي، والذي كان فعالا جدا في دفع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتغيير النظام الليبي.
أخيرا، الرئيس باراك أوباما فوض تركيا بلعب دورها على الحدود السورية. و لم تخل هذه المكونات من بعض التحديات التي قد يواجهها أمنها الخاص، الذي يشكك في فعالية نموذج المجلس الانتقالي، ويعارض التدخل العسكري.
القيادة التركية، وعلى وجه الخصوص، ضغطت باتجاه واحد، بينما هناك شكوك عميقة بأن تصبح تركيا ممثل منظمة حلف شمال الأطلسي في سوريا، فحتى بندر لا يتمتع بمظلة سياسية من الملك، بينما آخرون في الأسرة يلعبون ببعض الأوراق الإسلامية لتحقيق غايات مختلفة.
من الناحية التنفيذية، تم التنسيق من قبل فيلتمان وفريقه، واستضافت قطر "غرفة عمليات الحرب"، "غرفة الأخبار" واتخذت باريس والدوحة زمام المبادرة للترويج لنموذج المجلس الانتقالي، في حين استلم بندر وتركيا معا مهمة إدارة المسرح السني في البلد، المسلح وغير المسلح على حد سواء.

إذا كان معيار اللعبة في سوريا هو "دعونا لا ننسى قتل المدنيين وقوات الأمن والمقاتلين المسلحين" فهي ليست لعبة فالعيوب أكبر، ونموذج ntcعرض عيوب تلك اللجنة في ليبيا، وفي سوريا قال إنها معيبة على نحو صارخ، فالهياكل الأمنية السورية ظلت صخورا صلبة بعد سبعة أشهر وهناك انشقاقات لا تذكر وقاعدة الأسد الشعبية متينة جدا.

التدخل الخارجي فقط يستطيع تغيير هذه المعادلة، ولكن بالنسبة للمعارضة الدعوة إلى ذلك، ستكون بمثابة انتحار سياسي، وهم يعرفون ذلك. الدوحة وباريس قد تستمر في محاولة الضغط، ولكن الدلائل تشير إلى أن المعارضة الداخلية ستختار التفاوض.

لكن الخطر الحقيقي في كل هذا، كما يلاحظ جون هانا هو أن السعوديين ومع الحذر الذي يبدونه، "فهم قد يشنون الهجمة على الشبكة الجهادية القديمة باعتبارها الاتجاه العام لإيران الشيعية.

وفي الواقع، هذا بالضبط ما يحدث، ولكن الغرب لا يبدو أنه يلاحظ، فالسعودية وحلفاؤها الخليجيين "يشعلون" الحرب ضد السلفيين، ليس فقط لإضعاف إيران، ولكن أيضا من أجل القيام بما يرونه ضروريا للبقاء.

السلفيون استخدموا لهذا الغرض في سوريا، في ليبيا، في مصر في لبنان، وفي اليمن والعراق.
مايكل شوير، الرئيس السابق لوحدة الاستخبارات المركزية في وحدة بن لادن، حذر مؤخرا أن رد هيلاري كلينتون على الصحوة العربية، وزرع نماذج الغرب، بالقوة إذا لزم الأمر، إلى فراغ الأنظمة الساقطة، سوف ينظر إليه باعتباره "الحرب الثقافية على الإسلام" وسيخلق بذور موجة أخرى من التطرف.

السعودية هي حليفة الولايات المتحدة وكونها الصديقة المقربة يجب معرفة ما إذا كان سقوط الأسد والصراع الطائفي شبه المؤكد سيكون في مصلحتها؟. فهل تتخيل أن حلفاءها السنة في العراق ولبنان سيفلتون من العواقب؟ وهل حقا تتصور أن الشيعة في العراق سيتخذون الاحتياطات القاسية؟

وقد كانت واحدة من المفارقات المحزنة أن "الصوت" الطائفي الذي اعتمده قادة دول الخليج لتبرير قمعها للصحوة في إضعاف المعتدلين من السنة، اشتعلت الآن لمجرد كونها أداة غربية.