قصيدة الشافعي اقدمها لاعلامكم بدخولي معكم

تموت الاسود في الغابات جوعا ولحــــم الضأن تأكله الكلاب

وعبد قد ينام على حـــريـــر وذو نســـــب مفارشه التــــراب

ياخاطبني الســـفــيـــه بكل قبح فاكره ان اكــــون له مجـــيـبا

يزيد سفاهة فأزيد حلـــما كـعــــــود زاده الاحــــــراق طيــــبا

نعيب زماننا والعيب فـينا وما لزماننا عــيـــب ســــــــــوانـــا

ونهجو ذا الزمان بغيـــر ذنب ولــو نطــق الزمان لنا هجانـا

لا وليس الذئب يأكل لحم بعض ويأكل بعضــنا بعــضـا عيانا

اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليها التأـســفا

ففي الناس ابدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر الحبيب ولو جفا

فما كل من تهواه يهواه قلبك ولا كل من صافيته لك قــد صفا

اذا لم يكن صفو الوداد طبــيعــة فـــلا خيــر في ود يجئ تكلفا

ولا خيرفي خل يخـــون خليله ويلقا من بعـــــد مــــودة بالجفا

وينكر عيشا قد تقــادم عهـــده ويظهـــــر سرا بالامس قد خفا

سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا

اذا ضاق صدرك من بلادا ترحل طالبا ارضــا ســــواهــــــــا

عجبت لمن يقيم بدار ذلا وارض الله واسعة فضــــاهـــــــــــا

فذاك من الرجال قليل عقـــل بليــد ليـــس يعلـــم من بناهـــــا

فنفسك فز بها ان خفت ضيما وخل الــــــــــدار مــن بـناهـــــا

فانك واجدا ارضا بارض ونفسك لم تجد نفس ســــــــــواهـــــا

ومن كانت منيته بارضا فليس يموت في ارض ســــــــواهـــــا

تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجمـــاعـة

فان النصح بين الناس نوعا من التوبيخ لا ارضي استماعــه

وان خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع اذا لم تعط طــــاعــــــه

صديق ليس ينفع يوم بؤسا قريب من عدو في القــــياســـــي

وما يبقى الصديق بكل عصـــــــــرا والاخــــــوان الا للتأسي

عبرت الدهر ملتمسا بجهدي اخــا ثــقــة فــألهانــي التماسي

تنكرت البلاد ومن علــيــهــــا كأن اناســــــها ليســـوا بناسِ


وسلامتكم القصيدة حق الشافعي