موعد من مطر
ساعة الحائط مبتسمة في هذا الصباح الماطر ... وحده المطر يحدد الوقت دون عقارب , لا شيء يبعث على مجيئه في هذا المطر و كأن موعدي كان مع المطر .. لم أكن أتوقع أن يكون المطر جميلا ساعة الانتظار حيث يجعلك ترسم من تحب على صفحة قطراته أو تشكله في هيئة الماء مع ما تبقى من أضواء تركها أصحابها منارة خلسة .. لا شيء يبدد القلق و الانتظار سوى المطر, آه يا الله كم كنت أثق بمجيئه لكنه لم يستيقظ أو ربما لم يستيقظ أو ربما أراد أن يتأخر قليلا لحين فوقف المطر , أليس هو من قال أنه يحب المطر
لكنني كنت كمن يحسد نفسه أن أكون معه ولدينا مطر .. قررت أن لا أتكلم حين أراه كما المطر لكنني كنت أريد أن يشعر بوقعي كالمطر حين يصل إلى الأرض هادئ لا يتكلم لكنه يشعرك بوطأة جماله وسحر وجوده ... أردت أن أكون معه هكذا كما المطر
كنت أضنه هو يضيء من بعيد لكن أخر الأضواء المنارة خلسة كان يشبهه يا الله هذا الضوء يقلد حركاته و مشيته بذهول لا أستطيع التصديق و أريد و أحب أن أصدق ذلك .. لا أحب أن أراه بعد توقف المطر
رحماك يا رب لا أود أن أفرقه عن المطر دعني أحبه في هيئة الماء سأراه مبللا يركض في اتجاهي
لم يأتي و مؤشر الوقت يشير إلى توقف المطر و النصف تماما
لم أعد أرغب بشيء سوى معرفة السبب , وكم أتمنى أن يكون السبب أهم مني
هو يحترف الاعتذار بشكل غير طبيعي و أعرف أن السبب لن يكون أهم مني
لكن الاعتذار بذاته سيكون أهم من مجيئه و رؤيته على حد سواء